20 - 10 - 2024

مدينتي الفاضلة| دكتورة منى الصبان.. شكرا

مدينتي الفاضلة| دكتورة منى الصبان.. شكرا

تراها قادمة نحوك فتتأكد أنها واحدة منهن.. وأن حديثك معها لن يمر عليك بسلام.. هي زلزال يركب سيارة دفع رباعي حمراء لتفجير براكين عزيمتك!! لقاؤك معها سيخرج أحلامك من غرفة الإنعاش حيث خبأتها خوفا.. وستندم على تسكينها بأكسجين صناعي، وهي في تمام العافية!! ولن تتركك "منى الصبان" وتمضي، إلا مصابا بفيروسها الساحر!! صحصحة الهمًة والبصيرة.. وتصحبك أيامك القادمة من خمول العناية إلى مسرح الأحداث. 

 د. منى الصبان.. أستاذة المونتاج بمعهد السينما، قارئة فنجان المستقبل، رائدة التحديث.. من عشرين سنة شاركت في ملتقي دولي ببيروت لمناقشة تعليم الفنون الكترونيا، فكرة تعليم الموهوبين عن بعد تحولت إلى حلم، انزوت شهورا لدراسته.. وجدت ثلاث معاهد فقط للسينما في المنطقة العربية، فقررت تعليم لغة الصورة عن بُعد بالإنترنت.. وعادت فورا إلى مصر بخريطة تأسيس المدرسة العربية للسينما والتليفزيون كأول مدرسة في العالم باللغة العربية، www.arabfilmtvschool.edu.egلتضيف لمصر العظيمة ريادة جديدة.

أول الداعمين، كانت شجاعة وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، منحها مقرا وضمها رسميا لصندوق التنمية الثقافية.. يليه د. طارق كامل وزير الاتصالات بعشرة كمبيوترات وطابعتين، وسمح بإنشاء موقع لمدرستها على الانترنت لتعبر البحار والمحيطات باللًمس، وتفتح جنة تعليم فنون تقديم الصورة والمشهد.. لا مكتب تنسيق ولا حضور وغياب، ولا اختبار قدرات ولا وقت محدد للاستعداد للامتحان، والأهم أن الدراسة " مجانا"، ببلاش، وكأنها "جني" مصباح علاء الدين.. لكن طبعا الامتحان برسوم رمزية لقمع عادة الاستهبال. 

تدخل منى الصبان حلبة تحدي المألوف، وتنتصر.. تحكي، واتأمل عناد يوسف شاهين، ونُبل د. مجدي يعقوب، وريادة أمينة السعيد.. يرفرف علم مصر على صفحة مدرستها، جاذبا عشرات ألوف الدارسين في زمن قياسي.. اسم مدرستها العالمية على موسوعة ويكيبيديا فخر لمصر.. أهلا بأي عاشق أو موهوب.. مناهج كل التخصصات مشروحة نظريا وبالمشاهد التطبيقية، شرطها التخصص بعد دراسة كل التخصصات للاختيار الواعي.. دراسة تفتح البصيرة، وتدعم الموهبة، وتحلق بالأحلام.

يتكالب الدارسون، ود. منى تلاحقهم بل تسبقهم بأكاديمية موسوعية بإضافة كل حدث ومعلومة، تنشر رسائل الماجستير والدكتوراه، وأغلفة وفهارس كل كتاب عن السينما، وخريطة لمهرجانات السينما في العالم وكيفية اشتراك المخرج أو المنتج بفيلمه.. واستعانت ب "فريدة مرعي" لعمل ببليوجرافيا سينمائية كاملة لتكتمل أجنحة أكاديميتها.. وتفوز بتصريح نشر الأبحاث اللازمة لترقي أساتذة معهد السينما.

يضيق موقع مدرستها بزخم أكثر من عشرين ألف صفحة معلومات، فتطارد رئيس مايكروسوفت لإنشاء موقع أكبر.

يتواصل معها الدارسون "لايف" للمناقشة.. تلتقيهم وجها لوجه بمقر مدرستها الأثري يوم الامتحان الالكتروني المنعقد كل 3 شهور.. النتيجه فورية وتمنح الناجح شهادة معتمدة من وزارة الثقافة، وترخيص مزاولة عمل من نقابة المهن السينمائية.

لكن يتبقى حلم وحيد عصي، هو مساعدتهم في تنفيذ مشاريع التخرج لجني الثمار.

الرائع أن مبادرة د. منى الصبان للتعليم عن بُعد، أثمرت 60 ألف دارس عربي، منهم 30 ألف من محافظات مصر، أنقذتهم مدرستها من كابوس تكاليف الانتظام بمعاهد السينما بالقاهرة.. تعلموا التخصصات الثمانية للمعهد، وانتقوا الأنسب لقدرتهم على طرح أفكارهم من كتابة، تصوير، صوت، مونتاج، ديكور، رسوم متحركة، إخراج، انتاج.. بأنظمة مثاليه و" مجانيه" لا تتحقق في أي من جامعات العالم.    

د. مني رائدة مصرية إنجازها قدمها للعالم.. لو توفرت لها أدوات تنفيذ مشاريع التخرج، بدءا من كاميرا حديثة، لاستردت مصر ريادتها الفنية.

إذا لم تجد د. منى في مكتبها، فهي هناك تطارد رئيس مكتبة الإسكندرية للموافقة على عقد امتحان المدرسة في سفارات المعرفة التابعة له في جامعات محافظات مصر لمزيد من دعم الدارسين.. أو تطارد أحد الرعاة لمنحها ولو كاميرا!! هل تبادر وزارة الثقافة بتدعيم مدرسة د. منى الصبان، رائدة تحديث تعليم لغة الصورة، ومبادرة ترشيحها لجائزة الدولة التقديرية قبل أن يسبقنا الآخرون بهذا الشرف!! سمعونا "أكيد" ربنا يكرمكم.
------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

 مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!